كتب - شريف سمير :
وكأنها تريد أن تبرر لنفسها التحايل والالتفاف حول الحقائق والحقوق، فلاتزال إثيوبيا تستفز مصر عبر حسابات تابعة لوكالة أنبائها الرسمية، بتوجيه اتهامات للقاهرة بأنها تمتلك مصادر متنوعة من الموارد المائية، بما بما لايدفعها للتشبث بوقف عمليات بناء وتنفيذ مشروع سد النهضة.
** تساؤلات خبيثة!
ووجهت أديس أبابا تساؤلات خبيثة للسلطات المصرية قاىلة :"تقولون إنه لا يوجد موارد مائية، وعلى الرغم من ذلك ركزت الحكومة المصرية على استصلاح الأراضي الصحراوية التي تفتقر إلى المياه ومنها أراضي سيناء حيث صدر مؤخرا القرار رقم 114 لسنة 2024 بتخصيص 548 ألف فدان لزراعتها بشمال ووسط سيناء".
** مليارات متر مكعب من المياه!
وكشفت الوكالة الإثيوبية أن بعض الخبراء فى أديس أبابا يؤكدون أن مصر تستخدم 86 مليار متر مكعب من مياه النيل سنويا وليس 55 مليارا، ومع ذلك وبعد بناء سد النهضة، أصبح لدى إثيوبيا معرفة تفصيلية بكل قطرة من تدفق النيل الأزرق، مضيفة أنه سيتعين تحديد المخصصات لجميع دول الحوض بشكل جماعي في المفاوضات المستقبلية.
** احتفالات المغتصب!
وقبل أيام استفز الجانب الإثيوبي مصر ونشر صورا حديثة لسد النهضة في الاحتفال بمرور 13 عاما على بدء تنفيذ إنشاءاته، وأكدت الحكومة الإثيوبية أن السد سيحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي في مصر لو قررت الحكومة المصرية التعاون معها، بينما فند خبراء مصريون عدم صحة تلك المزاعم مؤكدين أن السد الإثيوبي فشل في توليد كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية من الأساس، وقال الخبير الاستراتيجي الدكتور عباس شراقي في تصريحات صحفية إن عدد سكان إثيوبيا بلغ في العام الحالي 130 مليون نسمة، وإجمالي إنتاج الكهرباء حاليا يبلغ 5200 ميجاوات، 90% منها من خلال الطاقة المائية وهي السدود، و8% من الرياح، و2% حرارية، وتأمل في زيادتها إلى 17 ألف ميجاوات خلال العشر سنوات القادمة، موضحا أن كمية الألف ميجاوات تكفي لاحتياجات نحو 3,5 مليون نسمة كما هو الحال في مصر، وأضاف :"وبذلك فإنه وفقا للأرقام فإن الكهرباء الإثيوبية الحالية تكفي أقل من 20 مليون نسمة، أو 40 مليون نسمة لمدة 12 ساعة يوميا".
** عجز فى أديس أبابا
وتابع شراقي:"طبقا للتصريحات الإثيوبية فإن أكثر من 60 مليون إثيوبى ليس لديهم كهرباء، وتحتاج البلاد حوالي 37 ألف ميجاوات لكي تغطي احتياجات جميع السكان، وهذا يعني بشكل آخر أن لدى إثيوبيا عجزا يصل إلى 32 ألف ميجاوات".
** أمن مصر المائي!
وكان الدكتور هاني سويلم وزير الري قد أعلن فى وقت سابق، أنه ليس هناك أي تطور جديد في المفاوضات ولاعودة لها بالشكل المطروح لأنه استنزاف للوقت، وقال إن أي سد يتم إنشاؤه على مجرى النيل يؤثر على مصر، موضحا أنه لو تسبب سد النهضة بأي أضرار لدول المصب فعلى الجانب الإثيوبي أن يدفع ثمن هذا الضرر، وشدد على أنه من حق الدولة المصرية اتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة التهديد المباشر لأمنها.